أصدقائي صديقاتي رواد جريدة ابن النيل المُنَوَّعة
سلام عليكم
أثار مسلسل "حارة اليهود" والذي يتناول حياة اليهود الذين عاشوا فى مصر عقب ثورة 23 يوليو عام 1952، وحتى حرب العدوان الثلاثي، حفيظة كثيرين ممن يتابع مشاهدته وكانت من أبرز النقاط التى انتبهوا إليها خلال متابعتهم للحلقات الأولى منه هو أنه دعوة للتطبيع مع إسرائيل وقبول الآخر، خصوصًا أن المسلسل يطرح شخصية اليهودي الطيب والمسالم من خلال قصة حب تدور بين فتاة يهودية وظابط مسلم.
ومن ناحيتها كتبت السفارة الإسرائيلية فى مصر وعلى صفحتها الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي "الفيسبوك" تصريحات مُرحبة بالمسلسل قائلة" شاهدنا فى سفارة إسرائيل أولى حلقات المسلسل المصري حارة اليهود، ولقد لاحظنا لأول مرة أنه يمثل اليهود بطبيعتهم الإنسانية، كبنى آدم ونبارك هذا".
ربما كانت تصريحات السفارة الإسرائيلية المرحبة بالمسلسل كانت بمثابة الصدمة لمستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي "الفيسبوك".
بدأت القنوات الفضائية قبيل شهر رمضان بعرض برومو لمسلسل "حارة اليهود" مع التركيز على بعض المقتطفات من الحوار بالمسلسل، وكان من أبرزها جملة دارت على لسان منة شلبي بطلة المسلسل الرئيسية والتى تقوم بدور فتاة يهودية فى رد على والديها عندما أمرها والديها بعدم التصدى لبلطجى فى الحارة حيث قالت " انتوا ازاى متقبلين فكرة إن إسرائيل أخدت أرض فلسطين اللى مش حقها وبتقاومهم، وهنا مش قادرين نقاوم بلطجي ودا حقنا؟!".
ربما لخصت هذه الجملة والتى دارت على لسان البطلة الرئيسية للعمل الرسالة التى طُرح من أجلها وهى أن هناك يهودا يرفضون لفكرة الصهيونية وهى القومية الدينية، ويرفضون تمامًا أن تحتل إسرائيل فلسطين وتسلبها أرضها.
الدكتور طارق فهمي رئيس وحدة الدراسات الإسرائيلية بمركز دراسات الشرق الأوسط، وهو بالمناسبة قام على مراجعة المسلسل يقول لـ"بوابة الأهرام"، يشير إلى أنه لابد من دراسة وقراءة وتحليل إسرائيل والتعرف عليها من الداخل بشكل جيد، وأن المسلسل لا يعنى أبدًا التطبيع معها بأى شكل من الأشكال وربما كانت سبب هذه الجلبة التى أثيرت حوله هو أنه دخل فى منطقة كانت محظورة.
وأشار إلى أن المسلسل تعرض إلى شريحة من المصريين من بينها يهود ساهموا بشكل أو بآخر فى النسيج المجتمعي المصري، وكان لهم دور غير مُعلن، ولم يرغبوا فى السفر إلى إسرائيل، لافتًا إلى أن صناع العمل ربما لم يتقنوا أدواتهم بشكل جيد وربما يرجع ذلك لتجربتهم الأولى فى تناول تاريخ اليهود فى الدراما المصرية.
كانت صحيفة "معاريف" العبرية قد ذكرت فى تقرير لها أن مسلسل "حارة اليهود" قوبل بترحيب شديد واسع داخل إسرائيل، ومن قبل المنظمات اليهودية فى الولايات المتحدة، مشيرين إلى أن المسلسل يتناول حياة اليهود فى مصر من منظور إيجابي.
فهمي علق على هذا الترحيب من قبل الصحف الإسرائيلية بهذا المسلسل واللافت للنظر أيضًا، أن المسلسل قد جاء وقت عرضه فى توقيت جيد للغاية بالنسبة لإسرائيل، وهى أن العلاقات الإسرائيلية المصرية جيدة، خصوصًا وأن السفير المصري حازم خيرت سيتولى مهام منصبه كسفير لمصر فى إسرائيل، كما أن الرئيس عبد الفتاح السيسي قد ذكر فى أكثر من خطاب له ذكر أنه لا توجد مشاكل بين مصر وإسرائيل.
وتابع فهمي، كذلك أن مسلسل "حارة اليهود"، هو الأول من نوعه فى الدراما المصرية والذي يعرض اليهود بشكل إيجابي، لافتًا إلى أن إسرائيل باتت لا تريد تسويق نفسها عن طريق السلام السياسي، بل من خلال التعاون الفني والثقافي.
وكان مؤلف العمل محمد العدل قد كتب عبر صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي "الفيسبوك"، ردًا على منتقدي المسلسل من داخل الوسط الفني قائلًا": إنهم يعلمون أن الشخصيات فى الدراما تتحول من النقيض إلى النقيض وأنه يجب أن تكون مواقفنا السياسية خارج الدراما".
كما ردالعدل على منتقديه طالبًا منهم بأن يتابعوا الحلقات حتى النهاية.
من جانبهاانتقدت ماجدة هارون رئيسة الطائفة اليهودية فى مصر بعض المغالطات التاريخية فى المسلسل.
الدكتور قدري حفني أستاذ علم الاجتماع السياسي بجامعة عين شمس،أكد لـ"بوابة الأهرام"، أن مسلسل "حارة اليهود" فرصة لفتح هذا الملف وطرحه بحيادية وعقلانية على الشارع المصري، مشيرًا إلى أن اليهود كأى مجتمع منهم الطيب والشرير ومنهم من يؤمن بالصهيونية ومن يرفضها وينفر منها.
وتابع، أن غالبية المصريين ترسخ فى أذهانهم فكرة أن كل يهودي عدو له، ويرجع ذلك إلى الصورة الذهنية التى رسمتها وسائل الإعلام المصرية منذ حرب 1948، لافتًا إلى أن من أبرز الشعارات الدالة على تلك الكراهية هو "يا يهود يا يهود جيش محمد سوف يعود"، مؤكدًا على أن اليهود أهل ذمة.
وذكر حفني، أن الكنيست الإسرائيلي فى قائمته العربية الموحدة ضم من بين 14 مقعد، مقعدًا ليهودي معادي للصهيونية، مشيرًا إلى أن ذلك رغم أنه يخدم القضية الفلسطينية إلا أن وسائل الإعلام العربية لم تسلط الضوء عليه.
مسلسل "حارة اليهود" والذي بدأت بعض القنوات الفضائية فى عرض حلقاته منذ بداية شهر رمضان، هو من تأليف محمد العدل وبطولة منة شلبي والفنان الأردني إياد نصار.
وكان المسلسل قد أعد منذ عهد حكم الإخوان عام 2012، ولكن الوضع السياسي حينها قد حال دون عرضه.
المصدر :
جريدة ابن النيل المُنَوَّعة
عن :
بوابة الأهرامجدل واتهامات حول"حارة اليهود".. غوص فى المحظور وفتح للملف الشائك أم تطبيع سياسي ودعوة لقبول الآخر؟
تحريرًا في :
الإثنين 22 يونيو 2015
في الساعة :
3 47 مساءًا
بِرَجَاء عند نقل الخبر ذِكْر المصدر
الى هنا لقاؤنا
موعدنا يتجدد قرييباً
إنتظروني
تحياتي لكم
دائماً على جريدة ابن النيل المُنَوَّعة تجدون كل جديد
سلام عليكم
أثار مسلسل "حارة اليهود" والذي يتناول حياة اليهود الذين عاشوا فى مصر عقب ثورة 23 يوليو عام 1952، وحتى حرب العدوان الثلاثي، حفيظة كثيرين ممن يتابع مشاهدته وكانت من أبرز النقاط التى انتبهوا إليها خلال متابعتهم للحلقات الأولى منه هو أنه دعوة للتطبيع مع إسرائيل وقبول الآخر، خصوصًا أن المسلسل يطرح شخصية اليهودي الطيب والمسالم من خلال قصة حب تدور بين فتاة يهودية وظابط مسلم.
ومن ناحيتها كتبت السفارة الإسرائيلية فى مصر وعلى صفحتها الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي "الفيسبوك" تصريحات مُرحبة بالمسلسل قائلة" شاهدنا فى سفارة إسرائيل أولى حلقات المسلسل المصري حارة اليهود، ولقد لاحظنا لأول مرة أنه يمثل اليهود بطبيعتهم الإنسانية، كبنى آدم ونبارك هذا".
ربما كانت تصريحات السفارة الإسرائيلية المرحبة بالمسلسل كانت بمثابة الصدمة لمستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي "الفيسبوك".
بدأت القنوات الفضائية قبيل شهر رمضان بعرض برومو لمسلسل "حارة اليهود" مع التركيز على بعض المقتطفات من الحوار بالمسلسل، وكان من أبرزها جملة دارت على لسان منة شلبي بطلة المسلسل الرئيسية والتى تقوم بدور فتاة يهودية فى رد على والديها عندما أمرها والديها بعدم التصدى لبلطجى فى الحارة حيث قالت " انتوا ازاى متقبلين فكرة إن إسرائيل أخدت أرض فلسطين اللى مش حقها وبتقاومهم، وهنا مش قادرين نقاوم بلطجي ودا حقنا؟!".
ربما لخصت هذه الجملة والتى دارت على لسان البطلة الرئيسية للعمل الرسالة التى طُرح من أجلها وهى أن هناك يهودا يرفضون لفكرة الصهيونية وهى القومية الدينية، ويرفضون تمامًا أن تحتل إسرائيل فلسطين وتسلبها أرضها.
الدكتور طارق فهمي رئيس وحدة الدراسات الإسرائيلية بمركز دراسات الشرق الأوسط، وهو بالمناسبة قام على مراجعة المسلسل يقول لـ"بوابة الأهرام"، يشير إلى أنه لابد من دراسة وقراءة وتحليل إسرائيل والتعرف عليها من الداخل بشكل جيد، وأن المسلسل لا يعنى أبدًا التطبيع معها بأى شكل من الأشكال وربما كانت سبب هذه الجلبة التى أثيرت حوله هو أنه دخل فى منطقة كانت محظورة.
وأشار إلى أن المسلسل تعرض إلى شريحة من المصريين من بينها يهود ساهموا بشكل أو بآخر فى النسيج المجتمعي المصري، وكان لهم دور غير مُعلن، ولم يرغبوا فى السفر إلى إسرائيل، لافتًا إلى أن صناع العمل ربما لم يتقنوا أدواتهم بشكل جيد وربما يرجع ذلك لتجربتهم الأولى فى تناول تاريخ اليهود فى الدراما المصرية.
كانت صحيفة "معاريف" العبرية قد ذكرت فى تقرير لها أن مسلسل "حارة اليهود" قوبل بترحيب شديد واسع داخل إسرائيل، ومن قبل المنظمات اليهودية فى الولايات المتحدة، مشيرين إلى أن المسلسل يتناول حياة اليهود فى مصر من منظور إيجابي.
فهمي علق على هذا الترحيب من قبل الصحف الإسرائيلية بهذا المسلسل واللافت للنظر أيضًا، أن المسلسل قد جاء وقت عرضه فى توقيت جيد للغاية بالنسبة لإسرائيل، وهى أن العلاقات الإسرائيلية المصرية جيدة، خصوصًا وأن السفير المصري حازم خيرت سيتولى مهام منصبه كسفير لمصر فى إسرائيل، كما أن الرئيس عبد الفتاح السيسي قد ذكر فى أكثر من خطاب له ذكر أنه لا توجد مشاكل بين مصر وإسرائيل.
وتابع فهمي، كذلك أن مسلسل "حارة اليهود"، هو الأول من نوعه فى الدراما المصرية والذي يعرض اليهود بشكل إيجابي، لافتًا إلى أن إسرائيل باتت لا تريد تسويق نفسها عن طريق السلام السياسي، بل من خلال التعاون الفني والثقافي.
وكان مؤلف العمل محمد العدل قد كتب عبر صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي "الفيسبوك"، ردًا على منتقدي المسلسل من داخل الوسط الفني قائلًا": إنهم يعلمون أن الشخصيات فى الدراما تتحول من النقيض إلى النقيض وأنه يجب أن تكون مواقفنا السياسية خارج الدراما".
كما ردالعدل على منتقديه طالبًا منهم بأن يتابعوا الحلقات حتى النهاية.
من جانبهاانتقدت ماجدة هارون رئيسة الطائفة اليهودية فى مصر بعض المغالطات التاريخية فى المسلسل.
الدكتور قدري حفني أستاذ علم الاجتماع السياسي بجامعة عين شمس،أكد لـ"بوابة الأهرام"، أن مسلسل "حارة اليهود" فرصة لفتح هذا الملف وطرحه بحيادية وعقلانية على الشارع المصري، مشيرًا إلى أن اليهود كأى مجتمع منهم الطيب والشرير ومنهم من يؤمن بالصهيونية ومن يرفضها وينفر منها.
وتابع، أن غالبية المصريين ترسخ فى أذهانهم فكرة أن كل يهودي عدو له، ويرجع ذلك إلى الصورة الذهنية التى رسمتها وسائل الإعلام المصرية منذ حرب 1948، لافتًا إلى أن من أبرز الشعارات الدالة على تلك الكراهية هو "يا يهود يا يهود جيش محمد سوف يعود"، مؤكدًا على أن اليهود أهل ذمة.
وذكر حفني، أن الكنيست الإسرائيلي فى قائمته العربية الموحدة ضم من بين 14 مقعد، مقعدًا ليهودي معادي للصهيونية، مشيرًا إلى أن ذلك رغم أنه يخدم القضية الفلسطينية إلا أن وسائل الإعلام العربية لم تسلط الضوء عليه.
مسلسل "حارة اليهود" والذي بدأت بعض القنوات الفضائية فى عرض حلقاته منذ بداية شهر رمضان، هو من تأليف محمد العدل وبطولة منة شلبي والفنان الأردني إياد نصار.
وكان المسلسل قد أعد منذ عهد حكم الإخوان عام 2012، ولكن الوضع السياسي حينها قد حال دون عرضه.
المصدر :
جريدة ابن النيل المُنَوَّعة
عن :
بوابة الأهرامجدل واتهامات حول"حارة اليهود".. غوص فى المحظور وفتح للملف الشائك أم تطبيع سياسي ودعوة لقبول الآخر؟
تحريرًا في :
الإثنين 22 يونيو 2015
في الساعة :
3 47 مساءًا
بِرَجَاء عند نقل الخبر ذِكْر المصدر
الى هنا لقاؤنا
موعدنا يتجدد قرييباً
إنتظروني
تحياتي لكم
دائماً على جريدة ابن النيل المُنَوَّعة تجدون كل جديد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق