السبت، 31 يناير 2015

هل علم الإخوان بموعد تنفيذ عملية سيناء قبل وقوعها بـ48 ساعة؟, سؤالٌ يحاول الإجابة عنه هذا المقال لِمحمد هشام عبيه:

أصدقائي صديقاتي رواد جريدة ابن النيل المُنَوَّعة
سلام عليكم

كتب- محمد هشام عبيه:

مساء 27 يناير، وقبل 48 ساعة فقط عن العملية الإرهابية الكبرى الأخيرة فى سيناء، خرج موقع الإخوان الرسمى ببيان يختصر سيرة الجماعة فى العنف والإرهاب عبر عمرها
الممتد لما يقرب من 90 عامًا، فهل هناك علاقة بين البيان الذى لا يحرّض على استخدام العنف وإنما يعتبره "منهج حياة" وعملية سيناء؟

على الأرض قد لا تبدو العلاقة مباشرة، لكن البيان الذى كان عنوانه "رسالة إلى صفوف الثوار.. وأعدّوا"، خرج ليهيئ أعضاء الجماعة لـ"مرحلة جديدة، نستدعى فيها
ما كمن من قوتنا، ونستحضر فيها معانى الجهاد، ونهيئ أنفسنا وزوجاتنا وأولادنا وبناتنا ومَن سار على دربنا لجهاد طويل لا هوادة معه، ونطلب فيها منازل الشهداء"،
وكأنه يقرأ ما سيحدث بعد 48 ساعة من عملية كبرى لن يستشهد فيها جنود وضباط من الجيش والشرطة وحدهم، وإنما سيُقتل فيها أيضًا عدد من منفّذى العملية كرد فعل متوقع
من الجيش عقب وضع يده على تفاصيل المذبحة الجديدة.

فهل كان الإخوان على علم مسبق بعملية سيناء الأخيرة قبل موعدها؟

سؤال مهم، لكن الإجابة عنه بـ"نعم" تحتاج إلى بحث وتقصٍّ طويل، لكن علم الإخوان أو عدم علمهم بموعد العملية الإرهابية الأخيرة، لا يغيِّر كثيرًا من أن بيان
الإخوان هذا المنشور حتى كتابة هذه السطور على موقعهم الرسمى باللغة العربية كشف عن المنهج الحقيقى للإخوان الذى حاولت أن تخفيه عبر الدخول فى عمليات سياسية
مراوغة هى واجهة لما تبطن، ويؤكِّد بما لا يدع أى مجال للشك لدى أى عاقل يقرأ ويتدبَّر أن "الإخوان" هى الراعى الرئيسى للإرهاب الذى يضرب المنطقة والعالم منذ
نشأتها.

بل إن البيان نفسه يرفع غطاء "النبوة" التى يسبغها أتباع الإخوان على مؤسس الجماعة حسن البنا، إذ يستحضر العديد من العبارات التى قالها المرشد الأول وفيها دعوة
مباشرة للقتل واستخدام الإرهاب، ينقل البيان عن البنا قوله "ونحن نعلم أن أول درجة من درجات القوة قوة العقيدة والإيمان، ثم يلى ذلك قوة الوحدة والارتباط، ثم
بعدهما قوة الساعد والسلاح، ولا يصحّ أن توصف جماعة بالقوة، حتى تتوفَّر لها هذه المعانى جميعًا، وأنها إذا استخدمت قوة الساعد والسلاح وهى مفككة الأوصال، مضطربة
النظام، أو ضعيفة العقيدة خامدة الإيمان، فسيكون مصيرها الفناء والهلاك"، وهى دعوة علنية صريحة لاستخدام السلاح فى نشر أفكارهم، ثم ينقل عن البنا قولًا آخر
يدعو الجماعة وأنصارها إلى تشكيل جيش ليغزو به العالم، يقول البيان نصًّا نقلًا عن البنا "وفى الوقت الذى يكون فيه منكم معشر الإخوان المسلمين ثلاثمئة كتيبة
قد جهزت كل منها نفسيًّا روحيًّا بالإيمان والعقيدة، وفكريًّا بالعلم والثقافة، وجسميًّا بالتدريب والرياضة، فى هذا الوقت طالبونى بأن أخوض بكم لجج البحار،
وأقتحم بكم عنان السماء، وأغزو بكم كل عنيد جبار، فإنى فاعل إن شاء الله".

وينهى البيان بمقولة دموية أخرى للبنا، يقول فيها "إن الإخوان المسلمين سيستخدمون القوة العملية حيث لا يجدى غيرها، وحيث يثقون أنهم قد استكملوا عدة الإيمان
والوحدة"، وهى عبارة طبقها الإخوان عمليًّا فى عصر البنا نفسه، وفى عصر كل المرشدين الآخرين كلما تيسّر لهم. واللافت أن البيان عندما تم تداوله بكثير على مواقع
التواصل الاجتماعى عقب جريمة سيناء الأخيرة، لقى هجومًا شديدًا من شباب الإخوان الذين خرجوا من الجماعة وإن تضامنوا معها عقب 30 يونيو، واعتبروا أن الجماعة
تدعو لإعادة تشكيل النظام الخاص لتحارب به من جديد كل الذين على الجانب الآخر منها.

المصدر :
التحرير

تحريرًا في :
السبت 31 يناير 2015
في الساعة :
11 51 ظُهْرًا

الى هنا لقاؤنا

موعدنا يتجدد  قرييباً

إنتظروني
تحياتي لكم
على جريدة ابن النيل   المُنَوَّعة دائمًا تجدون كل جديد

هناك تعليق واحد: