الثلاثاء، 24 مارس 2015

كارلا مسعود : أنا أنثى 100% ولست متحولة جنسيًا

أصدقائي صديقاتي رواد جريدة ابن النيل المُنَوَّعة
سلام عليكم

كتبت سمر علي:

كارلا مسعود بنت بـ100 راجل، استطاعت أن تقف أمام الجميع لتصرخ "أنا بنت"، ظلت محبوسة في جسد "ولد" لمدة 9 أعوام، وعندما حاولت أن تتخلص من هذا العبء الذي وضعه عليها الصعيد
و"العاهات والتقاليد"، على حد قولها، هاجمها أقرب الناس إليها، ولكنها لم تستسلم وبحثت عن مهرب ولجأت إلى العاصمة الألمانية برلين، وعلى الرغم من أنها واحدة
من بلاد الحريات، إلا أنها لم تسلم هناك من محاولات الاغتيال.

"متحولة جنسيا"، لفظ ترفضه وتكرهه الفتاة العشرينية "كارلا مسعود"، فهي ترى أن هذا الوصف خاطئًا ولا ينطبق عليها إطلاقًا، فهي لم تكن "ذكرًا" لتتحول، ولكنها
أنثى منذ البداية، حكمت عليها "داية" جاهلة و"عائلة" متجبرة بإخفاء أنوثتها، فعلى الرغم من صغر سنها إلا أنها اكتشفت الحقيقة مبكرًا في التاسعة من عمرها، فكيف
لطفلة أن تخفي ما تراه أمامها حقيقة واضحة؟!.

"الموت لأمثالك رحمة"، جملة لا تزال تتذكرها "كارلا"، فهذا آخر ما قاله لها والدها، ولازالت تتذكر وقع تلك الكلمات عليها، فأي أب هذا الذي يتمنى الموت لأعز
ما يملك فقط لأنها "أنثى" لم تستطع خيانة نفسها بحمل لقب "ذكر" في شهادة الميلاد.

"صرخة أنثى" أطلقتها الفتاة المصرية من برلين تدعو شعبها إلى تقبلها بعد أن لفظها أقرب الناس لها، أرادت أن تخرج ما خبأته بداخلها لسنوات، أرادت أن يعرف العالم
كله قصتها، سعت إلى دعم الإنسانية بأبهى صورها، دعت إلى تحدي العنصرية بين الجنسين والنظر إلى الآخر كإنسان وليس كذكر أو فتاة.

"ماذا لو كنّا مثلها؟"، سؤال غريب ولكنه وارد، فهل يوجد في مصر "كارلا" آخريات؟! قد يكون، ولكن هل يملك البعض شجاعة "كارلا"؟ هل ستتخلى عن كل ما تملك وتعيش
وحيدًا وتترك بلدك وتحارب كثيرين فقط لإثبات قضية أنت وحدك تؤمن بها؟، ولمَ لا، فالفتاة العشرينية نجحت في الصمود أمام العالم كله، وعلى الرغم من كثرة مهاجميها،
إلا أنها حصلت على دعم من كثيرين، فهي "إنسان" أولًا وأخيرًا، وكان لموقع "لايف" هذا الحوار مع "كارلا مسعود":

كيف عرفتي إنكِ بنت على الرغم من صغر سنك، وكيف لم يعرف أهلك ذلك؟

حسيت إني بنت من وأنا سني 5 أو 6 سنين بس، ولما كنت في مدرسة "راهبات قلب يسوع" ماكنتش بحب ألعب مع الأولاد أو آكل معاهم، وكنت بلاقي دائمًا وجودي مع البنات
أفضل.

اتأكدت من إني بنت لما ظهرت عليا أعراض البلوغ وبدأت الدورة الشهرية تجيلي، وكمان صوتي من وأنا صغيرة صوت أنثوي.

أهلي كانوا عارفين من وقت ما اتولدت إني عندي تشوهات وكانوا معتقدين إني ولد، ولما واجهتهم بإني "بنت" رفضوا جدًا لأنهم ماكنوش قادرين يواجهوا الواقع لأن المجتمع
بيتعامل معانا كذكر أو أنثى ولا يتعامل معانا كإنسان قبل أي شيء.

كيف كنتِ تتعاملين مع أهلك بعدما واجهتيهم بالحقيقة؟

الضرب والإهانة والشتيمة كانت الأسلوب اللي أهلي بيعاملوني بيه، وأجبروني على إني أفضل في شكل ولد باسم "كيرلس" وكان والدي بيحلق لي شعري "زيرو"، وبالرغم من
أن دكاترة كتير أكدوا إني بنت بتقارير طبية سليمة، وأكدوا إني كنت بعاني من تشوهات بسيطة في الجهاز التناسلي زي اللي بيعاني منها حالات كتير؛ لكن والدي أصرّ
إني أروح لدكتور "جزار" أقسم قسم الطب وأخل بيه، كان بيديني أدوية لتقوية الهرمونات الذكورية وقال لوالدي يحلقلي دقني مرتين في الأسبوع، وكمان كان بيعملي جلسات
كهربا على المخ والثدي علشان يأخر من أعراض بلوغي كأنثى، ولما حس إن مافيش فايدة، وإني فعلًا بنت وإن هرمونات الذكورة والأدوية الكتير دي ممكن تجيبلي سرطان
أخلى مسئوليته وقال لأهلي ماتدوهاش الدوا تاني.

كان أبويا دايمًا يقولي إنتي كافرة وعايزة تغيري خلقة ربنا والموت للي زيك رحمة وماينفعش تقعدي تاكلي معانا، وكان كل ما يشوفني يضربني بسبب ومن غير سبب، وكان
بيشتري لي هدوم رجالي واسعة علشان يداري جسمي، وكان بيجبرني أربط "رباط ضاغط" على صدري علشان مايبنش إني بنت.

علاقتك بأصدقائك وبالشارع تأثرت بأنك فتاة من الداخل وولد من الخارج؟

الناس كانت بتفتكرني بنت وعايزة أبقى ولد، وعلى الرغم من أن أدوية هرمونات الذكورة غيرت من شكلي كبنت شوية؛ إلا أن صوتي وملامحي وجسمي كان بيدل إني بنت، وكان
الشباب بيعاكسوني في الشارع علشان يعرفوا إني بنت ولا ولاد، وفي إحدى المواقف كنت راكبة المترو وبتكلم في التليفون، واستغرب كل الركاب لأن صوتي بنت مع إن شكلي
ولبسي رجالي.

متى طلبتي حق اللجوء إلى برلين؟ وكيف توصلت إلى هذه الفكرة؟

بعد ما فقدت الأمل في إني أعيش كبنت في مصر فضلت أدور على حل أخد بيه حريتي، وتواصلت مع جمعيات حقوقية، والسفارة الكندية رحبت بيا جدًا لكن إجراءتها كانت محتاجة
شوية وقت، فقررت أروح برلين بعد ما قبلتني السفارة الألمانية، وفعلًا جيت برلين في 17 سبتمبر 2014، وخدت حق اللجوء والإقامة، وألمانيا بتتولى مصاريف إقامتي
ودراستي ومش بشتغل في برلين لأن الدولة موفرة لي كل حاجة، وقررت أدرس الطب السيكولوجي بعد التجربة اللي مريت بيها لأن الحق في الإنسانية أهم بكتير من أي حاجة
تانية.

لقيت ترحيب كبير من الناس في ألمانيا ومن الكنيسة في برلين، وخاصة أمي بالكنيسة "سهير واهبة" ساعدتني كتير ودعمتني من قبل ما تسمع حكايتي وماصدقتش أي كلام بيتقال
عني، وشجعتني إني أقول كل اللي جوايا وأواجه العالم، ويكفي أنها بتعاملني كإنسان قبل أي شيء بصرف النظر عن جنسي.

هل أجريتي عمليات جراحية؟

بعد ماروحت برلين عملت عملية تجميل واحدة لعلاج التشوه اللي كنت بعاني منه، واللي كان المفروض يتعالج من ساعة ما اتولدت، وعملت العملية على أيد 7 أطباء كبار
في برلين، وماعملتش أي عمليات جراحية تانية.

ما طبيعة علاقتك بالجنس الآخر؟

أنا مرتبطة حاليًا بشاب من مصر متفهم جدًا لحالتي، ومؤمن جدًا بيا وعارف إني أنثى 100%، وعلاقتي بيه طبيعية جدًا، وأنا بحبه جدًا لأنه مقتنع بيا وقابلني زي
ما أنا وبيحبني زي ما أنا وعارف حكايتي كاملة.

هل مازلت على اتصال بأي من أفراد عائلتك أو أصدقائك؟

أيوة مازلت على اتصال لحد دلوقتي بأمي، بتواصل معاها باستمرار لأنها ساعدتني كتير جدًا وكانت بتصرف عليا بعد ما قاطعني أبويا، وكمان ليا أصحاب كتير جدًا من
مصر مسلمين ومسيحيين بيدعموني دايمًا وأنا فخورة بيهم جدًا.

في أمل ترجعي مصر؟

ليه لأ؟! أنا بحب مصر جدًا وبحب المصريين، ومع إني مبسوطة في برلين وفيها حرية والناس اللي فيها بتحبني لكن مصر هتفضل بلدي إلى بحبها وبتمنى أروحها، وبوجه رسالة
لأهلي وللمصريين "هل يا أهلي يا شعبي يا حبايبي يا مصريين هتكفروني وتخونوني وترفضوني ولا هتقبلوني؟! هل يرفضني أهلي وشعبي ويقبلني شعب تاني؟!، وبرغم من أنكم
ظلمتوني ودفنتوني بالحيا وفي ناس قالت عليا كلام كتير ظالم، إلا إني بحبكم وبقبلكم وبسامحكم باسم الإنسانية مع إنكم رفضتوني، وبحلم أشوف بلدي متحررة بتقبل الإنسان
زي ما هو بدون عنصرية، نفسي أشوفها بلد فيها حرية، ويوم ما يتقبلني الناس فيها هرجعلها.

المصدر :
لايف-التحرير

تحريرًا في :
الثلاثاء 24 مارس 2015
في الساعة :
4 2 مساءًا

الى هنا لقاؤنا

موعدنا يتجدد  قرييباً

إنتظروني
تحياتي لكم
دائماً  على جريدة ابن النيل المُنَوَّعة تجدون كل جديد

هناك تعليق واحد:

  1. داليا البحيرى جسدت دور آلاف الفتيات وكارلا واحدة منهم وفي غيرها كتييييييييير ربنا يعينهم

    ردحذف